باسمه تعالى
11/11/2023
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في احتفال يوم الشهيد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
الأخوة والأخوات، الحفل الكريم، الأخوة والأخوات والأهل الكرام الذين اجتمعوا في هذا اليوم يوم الشهيد في الأماكن المتعددة، في الهرمل، في بعلبك، في النبطية، في دير قانون النهر، في المعيصرة-كسروان، وهنا في الضاحية الجنوبية.
السادة العلماء، عوائل الشهداء، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" صدق الله العلي العظيم.
بعد الترحيب بالحضور الكرام، والتعبير عن الإعتزاز بالشهداء وبعوائل الشهداء، هذا اليوم كما في مثله من كل عام يعني 11-11 هو يوم شهيد حزب الله في تقاليدنا وعاداتنا والتزاماتنا، ونقصد به كل شهيد، من أول شهيدٍ مع انطلاقة مسيرة المقاومة في عام 1982، مقاومة حزب الله بالتحديد، المقاومة العامة تشمل فصائل كثيرة، أتحدث عن حزب الله إلى آخر شهيد تم تشييعه اليوم، واليوم قرانا وبلداتنا في البقاع والجنوب والضاحية شيّعوا العديد من الشهداء الأعزاء. هو يوم شهيدنا، يوم شهدائنا كلّ شهدائنا، شهدائنا العلماء، شهدائنا المجاهدين، شهدائنا الإستشهاديين، شهدائنا الذين قضوا في كل الميادين وكل الساحات وكل المعارك وكل الأماكن، شهدائنا من الرجال والنساء والولدان، من الصغار والكبار، نحن لدينا عائلات بكاملها، أب وأم وأولاد استشهدوا كما حصل في حرب تموز، طبعا هذه المناسبة، هذا التاريخ كما هو معلوم لكم فقط للتذكير، تمّ اختياره انطلاقا من العملية النوعية الكبيرة العظيمة التي نُفذت في يوم 11-11-1982 واستهدفت مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، وأدت إلى تدمير المبنى بالكامل ومقتل ما يزيد على 100 ضابط وجندي إسرائيلي وإعلان الحداد العام لثلاثة أيام في كيان العدو الغاصب، وشاهدنا وجه شارون كيف كان مُسودّا " لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ" هذا شهدناه أمام مبنى الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، أحد مصاديق " لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ"، كما من أعظم مصاديق " لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ" هو ما حصل في 7 تشرين الأول هذا العام في غزة في فلسطين المحتلة، هذه العملية النوعية التي نفذها أمير الإٍستشهاديين الشهيد أحمد قصير(رضوان الله تعالى عليه)، والذي اعتبر بحقّ فاتح عصر العمليات الإستشهادية في لبنان في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي، وهذه العملية كما نُذكّر في كل عام، ما زالت حتى اليوم بلحظتها، بفعلها، بنتائجها ما زالت العملية الأهم والأكبر والأعظم في تاريخ المقاومة وفي تاريخ صراع هذه الأمة مع العدو الصهيوني. نحن اخترنا هذا اليوم ليكون يوماً لكل شهيدٍ في مسيرتنا وفي هذا الطريق، لنؤكد أن الشهادة هي صانعة الإنتصار وكما كان يقول الإمام الخميني(قدس سره) عن دم الحسين (ع) وشهادة الحسين(ع) في كربلاء، وعن يوم كربلاء أنّه يوم انتصار الدم على السيف. الدم في 11-11 دم الإستشهادي أحمد قصير، ودماء كل الشهداء الذين جاءوا بعده وكانوا قبله هم الذين انتصروا، هذه الدماء هي التي انتصرت على السيف الأميركي-الإٍسرائيلي المُسلط على منطقتنا وعلى شعوب منطقتنا، و بالحدّ الأدنى من أربعينيات القرن الماضي. نحن عندما نتحدث عن أعزائنا الذين قُتلوا منذ ذلك الحين، يعني 41 عام تقريبا إلى اليوم نقول أنهم شهداء لماذا؟ لأنهم قُتلوا في سبيل الله، الشهيد هو من يٌقتل في سبيل الله، وإخواننا وأخواتنا وأعزاؤنا قُتلوا في سبيل الله عز وجلّ، وهؤلاء الشهداء لهم هذه الصفة المعنوية الكبيرة والعظيمة. الشهداء في مسيرتنا وفي ثقافتنا لهم مكانة خاصّة، مكانة إيمانية، معرفية، ثقافية، عاطفية، وجدانية، لهم عندنا قداسة، انطلاقا من مديح الله سبحانه وتعالى لهم، وتعظيم الله لهم، وتكريم الله لهم في آيات القرآن وفي أحاديث الرسول وأهل بيته(صلوات الله عليهم أجمعين). حقيقة مقام الشهادة، نحن لا ندركها بعقولنا المحدودة كما كان يقول إمامنا الخميني، ما هو هذا المقام العظيم الذي كانت تتطل